في إطار التشجيع على الانخراط الإيجابي في المجتمع وتحقيق قدر من التوازن بين الهوية المسلمة والواجبات الوطنية ، تبنت أكثر من 400 جمعية ومنظمة مسلمة من مختلف أنحاء أوروبا ميثاقا يهدف إلي تهدئة التوترات بين المسلمين وغير المسلمين.
ويدعو الميثاق إلي المشاركة في الحياة السياسية العامة في بلادهم كمواطنين فاعلين بدءا من ممارسة حقهم الانتخابي مرورا بالمؤسسات السياسية وبالعمل في إطار التعددية السياسية.
ويؤكد الميثاق الإسلامي الأوروبي الذي يأتي في 26 نقطة ، بحسب جريدة " المصري اليوم " ، علي الاعتدال والمساواة بين الرجل والمرأة ويرفض العنف والإرهاب في الوقت الذي يحث فيه المسلمين علي " التكامل بشكل إيجابي " في المجتمع.
وقال اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الذي قاد المبادرة ويتخذ من بروكسل مقرا له إن أكثر من 400 جمعية مسلمة في 28 دولة من روسيا وحتي إسبانيا وقعت الميثاق، وأوضح متحدث باسم الاتحاد أن الموقعين يمثلون ما بين ربع وخمس مسلمي أوروبا،
وأضاف الاتحاد في بيان " هذه المبادرة تهدف إلي توضيح موقف أساسي مشترك بشأن الإسلام في أوروبا، وبخاصة فيما يتعلق بمساهمة الإسلام في أوروبا الحديثة، ووضع أسس حوار بين الحضارات بهدف بناء أوروبا حديثة يجد فيها الجميع مكانهم"
وأوضح أن الميثاق يهدف أيضا لتشجيع المشاركة النشطة من جانب المسلمين في المجتمع واعتراف أفضل بمواطنتهم استنادا إلي " العدالة والمساواة في الحقوق واحترام الاختلاف".
وقال شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا إن الأمر يعود إلي الجماعات الإسلامية لنشر تلك الرسالة في البلدان التي تنتمي إليها، وأضاف " إننا فخورون بتلك المبادرة الأولي والفريدة التي تعهد إلي المجتمع المسلم الأوروبي بناء أوروبا مشتركة ومجتمع متحد يمكن للجميع فيه أن يعيش وينفتح علي الآخرين في سلام، محترما واجباته وتحترم فيه حقوقه" .
وأكد منظمون أن الجماعات التي تبنت الميثاق تمثل بشكل رئيسي المذهب السني أكثر من المذهب الشيعي الأقل انتشارا والمذاهب الأخري.
ورحب الإيطالي ماريو ماورو نائب رئيس البرلمان الأوروبي بالميثاق قائلا إنه يمكن أن "يوفر أساسا لحوار أفضل وأوسع بين المجتمع المسلم والعالم السياسي في أوروبا".