نادي ميلان الإيطالي

في موسم 1905م تم تغيير اسم النادي إلى نادي ميلان لكرة القدم، حيث انصب اهتمام النادي كله على كرة القدم، وفي موسم 1906م تعادل نادي ميلان مع نادي يوفنتوس في النقاط، فأقيمت مباراة فاصلة لتحديد البطل أقيمت في تورينو وانتهت بالتعادل السلبي، وفي مباراة العودة في ميلانو، استطاع ميلان بأن يفوز بهدفين مقابل لا شيء ليحرز لقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه. واصل نادي إي سي ميلان نجاحاته بعدها، ففي عام 1907م تمكن الفريق من الحفاظ على لقب الدوري بتغلبه على ناديي تورينو وأندريا.

مرحلة الانقسام:

عارض البعض في نادي ميلان لعب الأجانب في النادي، ففي موسم 1908م، قرر الإتحاد الإيطالي لكرة القدم منع مشاركة اللاعبين الأجانب في الدوري، مما حدى ببعض الأندية القوية مثل تورينو وجنوا وميلان إلى مقاطعة الدوري، ولكن بعض إداريي ميلان كانوا مع منع اللاعبين الأجانب في اللعب في الدوري، فانشقوا عن النادي و أسسوا نادٍ جديد سمي بإنترميلان. أقيم أول لقاء بين الفريقين في 18-10-1908م انتهى بفوز ميلان بنتيجة (2/1).
هبط مستوى ميلان كثيراً في السنوات الست التي سبقت الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع الوصول إلى الأدوار النهائية إلا عام 1915م عندما حقق المركز الرابع، وهو أفضل إنجاز له في تلك الفترة. فيما خرج من الدور نصف النهائي ثلاث مرات متتالية في بداية العشرينيات، وكان أفضل إنجاز للنادي في تلك الفترة الوصول للأدوار النهائية في 1927م و 1928م.
الثلاثينيات وبداية الدوري الإيطالي بالنظام الحديث:


تم استحداث بطولة الدوري الإيطالي، و شارك في دوري الدرجة الأول 18 فريق، و كانت الطموحات كبيرة في تلك الفترة أملا في أن يتحسن مستوى ميلان، ولكن أول موسم كان سيئا حيث احتل النادي المركز الحادي عشر، وازداد الأمر سوءا في البطولة التي تلتها حين حل في المركز الثاني عشر، وظلت الأمور على هذا الحال حتى تم إيقاف بطولة الدوري الإيطالي عام 1942م بسبب الحرب العالمية الثانية. وقد كانت إيطاليا حينها تحت الحكم الفاشي في فترة الثلاثينيات، حيث لم يعجب الحاكم موسوليني اسم نادي ميلان الذي كان يدل على أصوله الإنجليزية فغيره إلى نادي ميلانو لكرة القدم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أمر بتغيير زي الفريق إلى زي أبيض يتوسطه عامودان باللونين الأحمر والأسود، و استمر الفريق بارتداء هذا الزي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.الأربعينيات و بداية العودة:
عاد السيد تراباتوني لرئاسة الميلان، فتغير مستوى الفريق، فحل في المركز الثالث عام 1945م، وفي عام 1946م حل في المركز الرابع بعد تحقيقه ل 19 فوزاً، وفي عام 1947م حل الفريق في المركز الثاني خلف تورينو بفارق خمسة نقاط، في موسمٍ يعد هو الأطول في تاريخ الدوري الإيطالي، حيث اقيم في 42 جولة، في عام 1948م استقطب نادي إي سي ميلان الثلاثي السويدي غونار نوردال ونيلس ليدهولم وغونار غرين، الذين قادوا السويد للفوز في ذهبية أولمبياد 1948م، فحل ميلان في المركز الثالث ذلك الموسم بعد تقديمه لمستوىً متميز، وفي موسم 1949م احتل المركز الثاني مجدداً خلف يوفنتوس بفارق خمسة نقاط، وقد حصل نوردال على لقب هداف الدوري برصيد 35 هدفاً. وكان فوز إي سي ميلان بلقب الدوري الإيطالي مرتقبا بسبب نتائجه الطيبة في المواسم الماضية، واستطاع بالفعل الفوز باللقب موسم 1950-1951 قبل نهاية الدوري بجولتين متقدما على غريمه نادي إنترميلان، وكان ميلان قد حقق 26 فوزاً في ذلك الموسم وسجل عدداً كبيراً من الأهداف بلغ 118 هدفاً، وفاز نوردال بلقب هداف الدوري للمرة الثانية.
وفي موسم 1951-1952 حل نادي ميلان في المركز الثاني خلف نادي يوفنتوس، وفي موسم 1952-1953 حل ثالثاً على الرغم من تقديمه لنتائج طيبة وعروض ممتازة. وفي موسم 1954-1955 استطاع نادي ميلان أن يحقق لقبه الخامس، وقد رحل نوردال نجم الفريق الذي استطاع أن يحقق لقب هداف الدوري 5 مرات في 6 مواسم إلى نادي روما، وتم استبداله باللاعب الأورغوياني خوان ألبيرتو سيكافينو ليقود خط الوسط في الفريق، واستطاع ميلان الفوز بالدوري موسمي 1956-1957 و 1958-1959.
الحضور الأوروبي في الستينيات:

أكدت فترة الخمسينات في تاريخ ميلان أن النادي قادم إلى المشاركات الأوروبية بقوة، فقد فاز ببطولة أوروبا مرتين، وتعد هذه الفترة أفضل فترات قطبي مدينة ميلانو حيث استطاع الناديان الفوز بالبطولة أربع مرات، فضم ميلان النجم البرازيلي الفائز بكأس العالم 1958م في السويد جوسيه ألتافيني إلى صفوفه خلفاً لنوردال، وليصبح الهداف الجديد، ثم تم ضم جياني ريفيرا من نادي أليساندريا بمبلغ 200 ألف دولار. وفي موسم 1962-1963 ظفر إي سي ميلان بأول بطولة أوروبية له بعد فوزه علىنادي بنفيكا البرتغالي، ثم عاد ميلان إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة اخرى أمام نادي أياكس أمستردام الهولندي. كما فاز النادي ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية موسم 1967م ، أما محليا ففاز بببطولة الدوري مرتين في عام 1962م و1968م، وفاز بكأس إيطاليا عام 1966م.

السبعينيات فترة الهدوء:


تغد فترة السبعينات من أهدأ الفترات من تاريخ ميلان، حيث لم يستطع أن يفوز بالدوري ، وحقق بطولة كأس إيطاليا مرتين، تلاها فوزه في كأس الكؤوس الأوروبية، وفي الدوري حل ميلان في المركز الثاني ثلاث مواسم متتالية في أعوام 1970 و 1971 و 1972، ولكن هذه المراكز لم تنل رضى الجماهير التي طالب بالفوز بالدوري. ورحل المدرب الشهير تيربو روكو عن النادي الذي تعاقد مع أكثر من مدرب، حتى جاء الدور على جيوفاني تراباتوني نهاية موسم 1975م.
و عاد تيربو روكو إلى الفريق موسم 1976-1977، وقاده إلى الفوز بكأس إيطاليا على حساب غريمة التقليدي إنترميلان بهدفين مقابل لا شيء، ولكنه لم يحقق نتائج طيبة في الدوري. قاد غونار نوردال الذي كان يشغل منصب مساعد المدرب نيربو روكو بعد إعتزاله، وفي أول موسم حقق مع ميلان المركز الرابع في الدوري، و مع قدوم لاعبين جدد مثل فابيو كابيلو، وبروز لاعبين شباب مثل الأسطورة فرانكو باريزي، استطاع ميلان الفوز بلقب الدوري في موسم 1978-1979 بعد غياب طويل، وكانت هذه البطولة هي مسك الختام لجياني ريفيرا الذي اعتزل اللعب بعد أن فاز مع ميلان بعشر ألقاب للدوري الإيطالي ولكن بعد الفوز بالدوري، وبالتحديد في نهاية موسم 1979-1980 ظهرت فضيحة سميت بفضيحة توتو نيرو، وأسقط الإتحاد الإيطالي لكرة القدم نادي إي سي ميلان مع نادي لاتسيو إلى الدرجة الثانية بعد تورط بعض لاعبي لاتسيو و رئيس ميلان كولومبو والحارس البيرتوسي.قدوم بيرلوسكوني:
عاد ميلان إلى الدرجة الأولى سريعا ، ولكن المشاكل استمرت، حيث ابتعد العديد من النجوم عن النادي، فهبط إلى الدرجة الثانية في موسم 1981-1982 بعد حلوله في المركز الرابع عشر في الدوري، ومما زاد الطين بلة أيضا هروب الرئيس فارينا بما تبقى من خزينة النادي. وفي نهاية عام 1985 تقدم سيلفيو بيرلسكوني بعرض لشراء نادي إيه سي ميلان، و قد كان يطمح إلى إعادة النادي إلى مصاف الأندية الكبرى، و في آذار من عام 1986م، أتم بيرلسكوني شراء النادي بالكامل، وباشر بتحقيق أهدافه، فدعم الفريق بعدد من اللاعبين الشباب، أمثال روبرتو دونادوني من أتالانتا، وكارلو أنشيلوتي من روما، وغالي من نادي فيورنتينا، ومع وجود فرانكو باريزي ودانييل ماسارو وماورو تاسوتي وأليساندرو كوستاكورتا وباولو مالديني تمكن من تشكيل فريق قوي قادر على المنافسة.
توقع الجميع أن يكون لإي سي ميلان شكل جديد، ولكنه خيب الآمال، وحل بالمركز الخامس على الرغم من حصول لاعبه فريديس على لقب الهداف. وأراد برلوسكوني أن يكون فريقه أقو، فظفر بالنجم الهولندي ماركو فان باستن بعد منافسة عنيفة مع ريال مدريد وبرشلونة، كما ضم أيضا الهولندي الآخر رود خوليت، وعين المدرب أريغو ساكي بدلا مننيلس ليدهولم، وقد كان نتاج ذلك فوز ميلان ببطولة الدوري ذلك العا ، وكانت هذه هي البداية للعصر الذهبي للميلان. شارك ميلان في دوري أبطال أوروبا عام 1989م، وتأهل إلى نهائي البطولة بعد أن سحق ريال مدريد على ملعب سان سيرو بخمسة أهداف مقابل لا شيء، وإلتقى بعدها معنادي ستاوا بوخارست الروماني الذي خسر بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
التسعينيات و السيطرة على الدوري:

لحق الهولندي فرانك رايكارد بزميليه الآخرين ماركو فان باستن رود خوليت في نادي ميلان، وفي أول مواسمه مع الفريق قاده إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي بعد أن سجل الهدف الوحيد في مرمى نادي بنفيكا ليفوز ميلان باللقب للمرة الرابعة. ولم يكتفي الفريق بالفوز بلقبي دوري الأبطال، بل أضاف إليهما كأس السوبر الأوروبي مرتين متتاليتين أمام كلٍ من ناديي برشلونة وسامبدوريا ، كما فاز بكأس الإنتركونتيننتال أمام ناديي ناسيونال الكولومبي وأولمبيا من أوروغواي. وفي عام 1991م، ابتعد المدرب أريغو ساكي عن تدريب الفريق، فقاده لاعبه السابق فابيو كابيلو، وتمكن من الفوز معه بلقب الدوري الإيطالي ثلاث مرات متتالية، في هذه الفترة ظهر العديد من اللاعبين الشباب الذين بدأوا يثبتون أنفسهم في الفريق مثل الإيطالي ديميتريو ألبرتيني والفرنسي مارسيل دوساييه والكرواتي زفونيمير بوبان والصربي ديان سافيتشيقيتش، فواصل الفريق حضوره الأوروبي، حيث وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لثالث عامٍ على التوالي، وحقق اللقب في موسم 1993-1994 أمام نادي برشلونة بأربعة أهداف مقابل لا شيء لينهي بعدها أسطورة يوهان كرويف في التدريب.

وفي موسم 1994/1995 حل ميلان في المركز الرابع الأمر الذي خيب آمال مشجعيه، وفي الموسم الذي تلاه ومع قدوم الإيطالي روبرتو باجيو، وأفضل لاعب في العالم عام 1995م الليبيري جورج وياه استطاع ميلان من الفوز بلقب الدوري، وكان هذا هو الموسم الأخير لكابيلو مع النادي، حيث تركه متوجهاً إلى نادي ريال مدريد الإسباني. وتولى المدرب أوسكار تاباريز تدريب ميلان خلفاً له، ولكن تراجع الفريق في البطولات المحلية أدى إلى إقالته فأسندت المهمه إلى أريغو ساكي مجدداً، ولكنه لم يستطع إنتشال الفريق من وضعه الصعب، فحل في المركز الحادي عشر في الدوري، و في الموسم الذي تلاه عاد كابيلو لتدريب الفريق، ولكنه حل في المركز العاشر في الدوري، وفي موسم 1998-1999، تم تعيين ألبيرتو زاكيروني القادم من أودينيزي، فأحضر معه الهداف الألماني الشهير أوليفر بيرهوف هداف الدوري في الموسم الماضي ليشكل جورج وياه والبرازيلي ليوناردو مثلثاً هجومياً ممتازاً ، فاستطاع الفوز بلقب الدوري ذلك الموسم.مرحلة أنشيلوتي:
بعد الفوز بلقب الدوري، أراد نادي إيه سي ميلان التجديد، فتعاقد مع النجم الأوكراني أندريه شيفتشينكو بعد صراع مع عدد من الأندية الأوروبية، ومع رحيل بيرهف ووياه، اراد ميلان أن يستفيد من خدمات لاعب نادي يوفنتوس الدولي الإيطاليفيليبو إنزاغي، كما تعاقد مع الهولندي كلارينس سيدورف من نادي إنترميلان، وضم البرازيلي ريفالدو من نادي برشلونة الإسباني، كم حصل على خدمات نجم نادي فيورنتينا البرتغالي روي كوستا وضم المدافع الإيطالي أليساندرو نيستا من نادي لاتسيو، فأصبح الفريق قوياً تحت قيادة لاعب الفريق السابق كارلو أنشيلوتي، واستطاع أن يفوز بدوري أبطال أوروبا في موسم 2002-2003 بعد أن تغلب على نادي يوفنتوس في المباراة النهائية، وتلاه الفوز بكأس إيطاليا أمام نادي روما. وفي موسم 2003-2004 حصل ميلان على خدمات النجم البرازيلي الصاعد كاكا، وفي أول مواسمه قاده إلى الفوز ببطولة الدوري الإيطالي للمرة السابعة عشر في تاريخه.
وفي موسم 2004-2005 ضم المهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو، ولكن الفريق لم يستطع أن يحرز لقب الدوري الإيطالي وحل في المركز الثاني خلف نادي يوفنتوس، كما تأهل إلى المباراة النهائية، ولعب أمام نادي ليفربول الإنجليزي، و تقدم عليه مع نهاية الشوط الأول بنتيجة (3/0) وسجل الأهداف كل من باولو مالديني وهيرنان كريسبو هدفين، ولكن الإنجليزيين سجلوا 3 أهدافٍ في ظرف 6 دقائق فحول خسارته إلى تعادل بنتيجة 3-3، فاتجهت المباراة إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي خسرها نادي ميلان بنتيجة (3/2).
وفي موسم 2005-2006، حل نادي إيه سي ميلان في المركز الثاني في الدوري الإيطالي بعد تحقيقه ل 28 فوزاً، واكتشف لاحقاً ضلوع الفريق في فضيحة جديدة، فتم خصم 30 نقطة من رصيده، فأصبح الفريق في المركز الثالث، وتوج نادي إنترميلان بلقب الدوري بدلاً من يوفنتوس الذي هبط بدوره إلى الدرجة الثانية لضلوعه في الفضيحة أيضاً، وعلى صعيد بطولة دوري أبطال أوروبا، استطاع ميلان أن يبلغ الدور نصف النهائي، وخسر أمام نادي برشلونة الذي توج بلقب البطولة فيما بعد.
في موسم 2006-2007، عانى نادي إيه سي ميلان من بداية صعبة في الدوري الإيطالي خصوصا بعد انتقال شيفتشينكو إلى نادي تشيلسي الإنجليزي، وبدءه للدوري بخصم 8 نقاط من رصيده، حيث وصل ترتيب الفريق في القسم الأول في بعض المراحل إلى المركز السابع عشر، وفي فترة الانتقالات الشتوية، ظفر النادي بتوقيع لاعبين مميزين ساهموا في مساعدة الفريق في فترته الصعبة وهم ماسيمو أودو القادم من نادي لاتسيو والبرازيلي الأسطورة رونالدو القادم من ناديريال مدريد، فبدأت نتائج الفريق بالتحسن، فبلغ ميلان المباراة النهائية لدوري الأبطال ليواجه نادي ليفربول مرة أخرى، وكانت فرصة لرد خسارة ميلان في لقاء الفريقين الأخير قبل موسمين، فتمكن ميلان من انتزاع الفوز هذه المرة وبنتيجة (2/1) بفضل هدفي المهاجم فيليبو إنزاغي، ليحصل نادي ميلان على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة في تاريخه.

<HR width=200>

مشكوووووور